الشيخ عبد الرحمن ابن حسن // الشروط لا إله إلا الله




بسم الله الرحمن الرحيم

فصل: وأما شروطها، التى ذكر شيخنا: الشيخ عبد الرحمن ابن حسن؛ أنه لابد منها في شهادة ألا إله إلا الله؛ فقال رحمه الله: لابد في شهادة ألا إله إلا الله، من: سبعة شروط، لا تنفع قائلها، إلا باجتماعها.


الأول: العلم، المنافى للجهل؛ فمن لم يعرف المعنى، فهو جاهل بمدلولها؛

الثانى: اليقين، المنافى للشك؛ لأن من الناس من يقولها، وهو شاك فيما دلت عليه من معناها؛

الثالث: الإخلاص، المنافى للشرك، فإن لم يخلص أعماله كلها لله، فهو مشرك شركاً ينافى الإخلاص؛

الرابع: الصدق، المنافى للنفاق؛ لأن المنافقين يقولونها، ولكنه لم يطابق ما قالوه، لما يعتقدونه، فصار قولهم كذباً، لمخالفة الظاهر للباطن

الخامس: القبول، المنافى للرد، لأن من الناس من يقولها، مع معرفته معناها، لكن لا يقبل ممن دعاه إليه، إما كبراً، أو حسداً، أو غير ذلك من الأسباب المانعة من القول؛ فتجده يعادى أهل الإخلاص، ويوالي أهل الشرك، ويحبهم؛

السادس: الانقياد، المنافى للشرك؛ لأن من الناس من يقولها، وهو يعرف معناها، لكنه لا ينقاد للإتيان بحقوقها
(ص360) ولوازمها من الولاء، والبراء، والعمل بشرائع الإسلام، ولا يلائمه إلا ما وافق هواه، أو تحصيل دنياه؛ وهذه حال كثير من الناس؛

السابع: المحبة، المنافية لضدها؛ انتهى ما ذكره الشيخ

فإذا تبين لك هذا، وعرفته، وتحققت: أن لا إله إلا الله، هى كلمة الإخلاص؛ وهى الفارقة بين الكفر والإسلام، وهى كلمة التقوى؛ وهى العروة الوثقى؛ فاعلم: أن هذه الكلمة، نفى، وإثبات؛ نفى الإلهية عما سوى الله من المخلوقات، وإثباتها لله وحده لا شريك له؛ وأنها لا تنفع قائلها إلا باجتماع هذه الشروط، التى تقدم ذكرها؛ فمن عرف معناها، وعمل بمقتضاها، وتحقق بها علماً وعملاً، واعتقاداً، فقد استمسك بالإسلام، الذي قال الله فيه: (إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران: 19] وقال: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) [آل عمران: 85